للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتسليم، وقال أئمة السلف من أهل السنة في هذه الصفات: أمرُّوها كما جاءت بلا كيف.

قوله تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} ، يقول تعالى ذكره لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} يا محمد الذي حكم به عليك، وامض لأمره ونهيه وبلِّغ رسالاته {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} يقول جلَّ ثناؤه: فإنك بمرأى منا نراك ونرى عملَك, ونحن نحوطُك ونحفظُك فلا يصِلُ إليك من أرادك بسوء من المشركين.

قوله تعالى: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} قال ابن كثير: أي: تجري بأمرنا وبمرأى منا ونحو حفظنا وكلاءتنا {جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} أي: جزاءً لهم على كفرهم بالله وانتصاراً لنوحٍ عليه السلام.

قوله تعالى: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} أي: بمرأى مني. قال قتادة: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} هو غذاؤه, ولتغذُ على عيني. قال ابن كثير: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي} أي: عند عدوك جعلته يحبك. قال سلمة بن كهيل: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي} قال: حببتك إلى عبادي. {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} قال أبو عمران الجوني: تُربى بعين الله. وقال قتادة: تغذى على عيني. وقال معمر بن المثنى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} بحيث أرى.

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: يعني أجعله في بيت الملك ينعم ويترف، وغذاؤه عندهم غذاء الملك، فتلك الصنعة. انتهى.

<<  <   >  >>