للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله تعالى {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: ألم يعلم أبوجهل إذ ينهى محمداً عن عبادة ربه والصلاة له، بأنَّ الله يراه، فيخاف سطوتَه وعقابَه.

وقال ابن كثير: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} أي: أمَا علِمَ هذا الناهي لهذا المهتدي أن الله يراه ويسمع كلامه، وسيجازيه على فعله أتمًَّ الجزاء.

قوله تعالى: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ، قال ابن جرير: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ} إلى صلاتك، ويرى {تَقَلُّبَكَ} في المؤتمين بك فيها بين قيام وركوع وسجود وجلوس {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ} تلاوتك يا محمد، وذكرك في صلاتك ما تتلو وتذكر، {الْعَلِيمُ} بما تعمل فيها ويعمل فيها من يتقلب فيها معك، مُؤتَماً بك، يقول: فرتِّل فيها القرآن، وأقم حدودها فإنك بمرأى من ربك ومسمع.

{وَقُل اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: ١٠٥] . وَقَوْلُهُ: {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَال} [الرعد: ١٣] ، وَقَوْلُهُ: {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران: ٥٤] ،

قوله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - {وَقُلْ} يا محمد لهؤلاء الذين اعترفوا لك بذنوبهم من المتخلفين عن الجهاد معك، {اعْمَلُوا} بما يرضيه من طاعته وأداء فرائضه، {فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} يقول: فسيرى اللهُ إن عملتم عملكم، ويراه رسوله {وَالْمُؤْمِنُونَ} في الدنيا {وَسَتُرَدُّونَ} يوم القيامة إلى من يعلم سرائركم وعلانيتكم فلا يخفى عليه شيء من باطن

<<  <   >  >>