للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابتداءً ببال ولا ينقدح في ذهن، حتى لو طال التفكر بتوقُّعه. لكنّ الواقع يشهد بأن رهطًا قد تداوَوا بذلك لما أشار عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بفعل ذلك. ففي الصحيحين من حديث أنسٍ رضي الله عنه: «أن نفرًا من عُكْلٍ (١٨٣) ، ثمانيةً، قَدِموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعوه على الإسلام، فاستَوْخَموا الأرض (١٨٤) فسَقِمَتْ أجسامُهم، فشكَوْا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال لهم: «أَفَلاَ تَخْرُجُوَن مَعَ رَاعِيَنا فِي إِبِلِهِ فَتُصِيبُونَ مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا؟» ، قالوا: بلى، فخرجوا فشربوا من ألبانها وأبوالها، فصحُّوا ... » الحديث (١٨٥) . وقال عليه الصلاة


(١٨٣) نسبة إلى عُكْل، وهي امرأةٌ جاهلية، يقال: إنها من الإماء. وفي رواية - في الصحيح أيضًا - أن هؤلاء النفر كانوا عُرَنِيِّين وهم ينسبون إلى عُرَيْنَةَ ابن نذير، من القحطانية جدٌ حاهل، النسبة إليه «عُرَنِي» .
(١٨٤) أي: أرض المدينة، فلم توافقهم وكرهوها لسقم أجسادهم بها.
(١٨٥) جزء من حديث متفق عليه - من حديث أنس رضي الله عنه -: أخرجه البخاري؛ كتاب: الديات، باب: القسامة، برقم (٦٨٩٩) ، ومسلم؛ كتاب: القسامة، باب: حكم المحاربين والمرتدين، برقم (١٦٧١) .

<<  <   >  >>