للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ولا نقول بخلقه، ولا نخالف جماعة المسلمين:]

ــ

لا نقول: القرآن مخلوق، كما تقول الجهمية، فهذا كفر وجحود لكلام الله، ووصف لله بالنقص وأنه لا يتكلم، والذي لا يتكلم يكون ناقصاً ولا يكون إلهاً.

ولهذا لما قال قوم السامري: هذا إلهكم وإله موسى، يعنون العجل أو التمثال، قال الله جل وعلا: (أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولاً ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً) [طه: ٨٩] فقال: (ألا يرجع إليهم قولاً) أي: لا يتكلم، فدل على بطلان عبادتهم له.

وفي الآية الأخرى: (ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلاً) [الأعراف: ١٤٨] والكلام صفة كمال، وعدم الكلام صفة نقص، فالله سبحانه وتعالى منزه عن صفات النقص، ومتصف بصفات الكمال.

(ولا نخالف جماعة المسلمين) فجماعة المسلمين يؤمنون بأنه منزل حقيقة غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، هذه عقيدة المسلمين في القرآن.

وكذلك لا نخالف جماعة المسلمين في كل ما اجتمعوا عليه من أمور الدين. قال تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً) .

(من الله بدأ) وليس كما يقول بعض الضلال: إن جبريل أخذه من اللوح المحفوظ، بل سمعه من الله مباشرة، (وإليه يعود) أي:

<<  <   >  >>