للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[والإيمان واحد. وأهله فيه سواء:]

ــ

فهو حق، والرسول صلى الله عليه وسلم عمل بخبر الواحد في وقائع كثيرة؛ رؤية الهلال؛ جاءه ابن عمر وأخبره بأنه رأى الهلال فأمر الناس بالصيام، وجاءه أعرابي وأخبره أنه رأى الهلال فقال له: "أتشهد أن لا إله إلا الله؟ أتشهد أن محمداً رسول الله؟ " قال: نعم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالصيام (١) ، وهو خبر واحد.

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرسل رسله آحاداً، وما كان يرسل جماعات، والمرسل إليهم يعملون بما بلغهم المندوب عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

هذا غلط؛ لأن الإيمان ليس واحداً، وليس أهله سواء، بل الإيمان يتفاضل، ويزيد وينقص، إلا عند المرجئة.

والتصديق بالقلب ليس الناس فيه سواءً، فليس إيمان أبي بكر الصديق كإيمان الفاسق من المسلمين؛ لأن الفاسق من المسلمين إيمانه ضعيف جداً، وإيمان أبي بكر الصديق يعدل إيمان الأمة


(١) أخرجه الترمذي (رقم٦٩١) وأبو داود (رقم٢٣٤٠) وابن ماجه (رقم١٦٥٢) وابن خزيمة (رقم١٩٢٣) وابن حبان (رقم ٨٧٠) والحاكم (١/٤٢٤) .

<<  <   >  >>