للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا ننزل أحداً منهم جنة ولا ناراً:

ــ

نحن لا نشهد لأحد، مهما بلغ من الصلاح والتقى، لا نشهد له بالجنة؛ لأننا لا نعلم الغيب، ولا نحكم لأحد من المسلمين بالنار مهما عمل من المعاصي، لا نحكم عليه بالنار؛ لأننا لا ندري بما ختم له وما مات عليه (١) ، وهذا في المعيّن.

فنحن ما لنا إلا الظاهر فقط، وكذلك لا يحكم لأحد بالنار، إلا من شهد له بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، سواء بجنة أو نار، مثل العشرة المبشرين بالجنة، وهم الخلفاء الراشدون الأربعة، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وأبو عبيدة عامر بن الجراح، وطلحة بن عبيد الله، رضي الله عنهم (٢) . وكذلك شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن


(١) عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ".... إنما الأعمال بخواتيمها" أخرجه البخاري (رقم٦٤٩٣) .
(٢) فعن سعيد بن زيد حدّث في نفرٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عشرة في الجنة: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان، وعلي، والزبير، وطلحة، وعبد الرحمن، وأبو عبيدة، وسعد بن أبي وقاص" قال: فعدَّ هؤلاء التسعة، وسكت عن العاشر، فقال القوم: ننشدك الله يا أبا الأعور من العاشر؟ قال: نشدتموني بالله، أبو الأعور في الجنة.
...أخرجه الترمذي (رقم٣٧٥٧) وقال أبو عيسى: أبو الأعور هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نوفيل. وسعمت محمداً -يعني البخاري- يقول: هو أصح من الحديث الأول.

<<  <   >  >>