للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الله تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام) . وقال تعالى: (ورضيت لكم الإسلام ديناً) :

[وهو بين الغلو والتقصير:]

ــ

من الأديان السابقة؛ لأن رسالته ودينه عليه الصلاة والسلام عام لكل الخلق، وشامل لكل زمان ولكل جيل.

فهو الدين الذي رضيه لعباده من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة.

فالإسلام وسط بين الغلو، وهو: الزيادة والتشديد، وبين التقصير، وهو: الجفاء، فدين الإسلام وسط لا تشديد فيه ولا تحلل منه، فكلا الطرفين مذموم، والوسط خير، ولهذا قال سبحانه: (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق) [المائدة: ٧٧] وقال عليه الصلاة والسلام: "هلك المتنطعون" قالها ثلاثاً (١) ، والمتنطعون هم المتشددون في أمور الدين، ولما قال نفر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.. قال أحدهم: أنا أصوم ولا أفطر، وقال الآخر: أما أنا فأصلي ولا أنام، وقال الثالث: أما أنا فلا آكل اللحم، وقال الرابع: أما أنا فاعتزل النساء، فقال عليه الصلاة والسلام: "أما إني أتقاكم لله وأخشاكم لله، وإني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأتزوج النساء، وآكل اللحم، فمن رغب عن سنتي فليس


(١) أخرجه مسلم (رقم٢٦٧٠) .

<<  <   >  >>