للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وبين التشبيه والتعطيل:]

ــ

مني" (١) ؛ لأن هذا تشديد ما أمر الله به، قال سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم) [المائدة: ٨٧] يعني: من باب التدين، وقال سبحانه: (ولا تعتدوا) [المائدة: ٨٧] فالآية شملت الطرفين، فالدين وسط.

أي: في العقيدة، بين التعطيل والتشبيه، بين تعطيل أسماء الله وصفاته، وبين تشبيه المخلوق بالخالق، والعقيدة وسط، فالمعطلة غلوا في التنزيه، فنفوا الأسماء والصفات، والمشبهة غلوا في الإثبات حتى شبهوا الله بخلقه، والعقيدة، وسط، قال سبحانه: (ليس كمثله شيء) [الشورى: ١١] هذا رد على المشبهة، (وهو السميع البصير) [الشورى: ١١] هذا فيه رد على المعطلة، -ونحن معشر أهل السنة والجماعة- نثبت ما أثبته الله لنفسه، وما أثبته له رسوله، من الأسماء والصفات، ولا نعطلها ولا ننفيها، ولا نشبه الله بأحد من خلقه، بل: نقول أسماء الله وصفاته تليق به سبحانه وإن كانت هذه الأسماء والصفات موجودة في البشر، لكن الكيفية مختلفة، والصفة تابعة للموصوف.


(١) أخرجه البخاري (رقم٥٠٦٣) ومسلم (رقم١٤٠١) .

<<  <   >  >>