للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن كثير:" سمع الحديث، واشتغل بالعلم، وبرع في علوم متعددة لا سيما علم التفسير والحديث والأصلين ولما عاد الشيخ تقي الدين ابن تيمية من الديار المصرية في سنة ثنتي عشرة وسبعمائة لازمه إلى أن مات الشيخ، فأخذ عنه علمًا جمًّا مع ما سلف له من الاشتغال، فصار فريدًا في بابه في فنون كثيرة مع كثرة الطلب ليلًا ونهارًا وكثرة الابتهال، وكان حسن القراءة والخلق، كثير التودد لا يحسد أحدًا ولايؤذيه ولا يستعيبه، ولا يحقد على أحد، وكنت من أصحب الناس له، وأحب الناس إليه، ولا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه، وكانت له طريقة في الصلاة يطيلها جدًّا، ويمد ركوعها وسجودها، ويلومه كثير من أصحابه في بعض الأحيان، فلا يرجع ولا ينزع عن ذلك-رحمه الله-".

وقال ابن حجر:" كان جرئ الجنان واسع العلم عارفًا بالخلاف ومذاهب السلف، وغلب عليه حب ابن تيمية حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله بل ينتصر له في جميع ذلك، وهو الذي هذب كتبه، ونشر علمه، وكان له حظ عند الأمراء المصريين".

قلت: بل كان يخالفه أحيانًا، ولكنّها قليلة، وهي بإسهاب في ما سطره المعاصرون في درياتهم حياة الإمام ابن القيم، كدراسة بكر بن عبد الله أبي زيد-رحمه الله-.

<<  <   >  >>