للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال:" كنت أحضر دروسه، ويقع لي في أثناء كلامه فوائد لم أسمعها من غيره، ولا وقفت عليها في كتاب، رحمه الله تعالى.

وعلى الجملة فما رأيت ولا أرى مثله في اطّلاعه وحافظته، ولقد صدَّق ما سمعنا به عن الحفَّاظِ الأُوَلِ، وكانت هممه علية إلى الغاية؛ لأنه كان كثيراً ما ينشد:

تموتُ النفوسُ بأوصابِهِا ... ولم تشكُ عوَّدُاها ما بِهَا

وما أنصفَتْ مهجةٌ تشتكِي ... هواها إلى غيرِ أحبابِهِا

وينشد أيضاً:

من لم يُقَدْ ويُدَسَّ في خيشومِهِ ... رهجُ الخميسِ فلن يقودَ خَمِيسَا

"انتهى

وقال في أعيان العصر:" قلت أنا أيضاً أرثيه:

إنّ ابنَ تيميّةَ لمّا قضى ... ضاق بأهلِ العِلمِ رَحبُ الفضا

فأيُّ بدرِ قد محاه الرَّدى ... وأيُّ بحرٍ في الثَّرى غُيِّضا

وأيّ شرِّ فتحت عينُهُ ... وأيُّ خيرٍ طرفُه غُمِّضا

يا وَحشَةَ السُّنَّةِ من بَعدِه ... فرَبعُها المعمورُ قد قُوِّضا

كم مَجلسٍ كان هشيماً من ال ... علم فلمّا جاءه رُوّضا

وكلُّ حَفلٍ أفقُهُ مُظَّلِمٌ ... تَراه إن وافى إليه أضا

ومُشكِلٌ لمّا دَجى ليلُه ... أعادَه يومَ هُدِي أبيضا

<<  <   >  >>