للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقدم عيسى على أيوب ويونس، ومعلوم أنهما كانا قبله، وكذلك

قدم سليمان على داود، وقد أوحي إليه قبله، فلو كانت الواو

للترتيب لما كان هذا.

الدليل السادس: أنه لو قال: " رأيت زيداً وعمراً "، فإنه يسبق

إلى الفهم السامع أنه رآهما معا، ولا يسبق إلى الفهم أنه رأى زيداً

قبل عمرو، وسبق الفهم يدل على الحقيقة، إذن الواو لا تكون

للترتيب حقيقة.

الدليل السابع: أن أهل اللغة قد فرقوا بين قولنا: " جاء زيد

وعمرو "، وقولنا: " جاء زيد ثم عمرو "، فلو كانت الواو

للترتيب لما كان بينهما فرق.

المذهب الثاني: أنها للجمع بقيد الترتيب، فإذا قال: " جاء زيد

وعمرو " دلَّ على أن مجيء زيد قبل مجيء عمرو، وهو مذهب

بعض أهل اللغة، وبعض الشافعية والحنفية والحنابلة.

أدلة هذا المذهب:

الدليل الأول: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما خرج إلى السعي قرأ قوله تعالى: (إن الصفا والمروة من شعائر الله) ، ثم قال: " ونبدأ بما بدأ الله

به "، فرتب النبي - صلى الله عليه وسلم - الفعل على ما اقتضاه اللفظ، وهذا يدل على أن الواو للترتيب.

جوابه:

إنه على تقدير صحة الحديث: فإن الجواب واضح؛ إذ لو كانت

الواو للترتيب لفهم الصحابة مدلولها، ولما احتاجوا إلى سؤال النبي

- صلى الله عليه وسلم -، حيث إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقل ما قاله إلا بعد سؤال سائل.