للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المبحث الثاني حرف " الفاء "]

تأتي للمعاني التالية:

أولاً: أنها تأتي عاطفة، واختلف في كونها للترتيب والتعقيب

على مذاهب:

المذهب الأول: أنها تأتي للترتيب، والتعقيب، وهو مذهب

جمهور العلماء.

وهو الحق؛ حيث إن " الفاء " تفيد أن ما بعدها ثبت له الحكم

بعد ثبوته لما قبلها من غير مهلة، فإذا قلت: " جاء زيد فعمرو ":

أفاد هذا أن عمراً ثبت له المجيء بعد زيد من غير تراخ بينهما في

الزمن.

والترتيب إما أن يكون في الزمان مثل: قوله تعالى: (خلقك فسواك) ، وقولك: " ضربته فهلك ".

وإما أن يكون الترتيب في الذكر، وهو عطف مفصل على مجمل

كقوله تعالى: (وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي) ،

وقوله: (فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً) ،

وقوله: (فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ) ، وكقولك: " أعطى

فأجزل "، وقولك: " خطب فأحسن "، وهذا الوقوع دليل على

أنها للترتيب.