للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المبحث الخامس حرف " الباء "]

تأتي لمعان هي كما يلي:

أولاً: أنها تأتي للإلصاق، وهو: إضافة الفعل إلى الاسم،

فيلصق به بعد ما كان لا يضاف إليه لولا دخولها مثل: " مسحت

برأسي "، وهو قسمان:

الأول: إلصاق حقيقي كالمثال السابق، وقولنا: " أمسكت بالقلم ".

الثاني: إلصاق مجازي مثل: " مررت بزيد " حيث إن المرور لم

يلصق به، وإنما ألصق بمكان بقرب من زيد.

واستعمالها للإلصاق هو الحقيقة.

ثانيا: أنها تأتي بمعنى " مِنْ " التي للتبعيض، ومنه قول الشاعر

أبي ذؤيب الهذلي:

شَرِبتْ بماء البحر ثم ترفَّعَتْ ... مني لجج خضر لهن نشيج

أي: بعض ماء البحر، ووروده في لغة العرب دليل على جواز

ذلك.

وورودها هنا للتبعيض يرد على قول ابن جني: إن " الباء " لا

تكون للتبعيض في لغة العرب.

ثالثا: أنها تأتي بمعنى الاستعانة، وهي: الداخلة على ألة الفعل

مثل: " قطعت بالسكين "، و " وصلت إليك بالسيارة "، ومنه قوله

تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة)