للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمؤمنات، ونون النسوة، فقال تعالى: (إن المسلمين والمسلمات ... ) ، فلو كن يدخلن ضمن الخطاب الذي ظهر فيه

علامة التذكير: لما حرص على تخصيصهن وتمييزهن بألفاظ خاصة،

ولاكتفى بخطاب التذكير، ولكنه لم يفعل ذلك، بل خص الذكور

بخطاب والإناث بخطاب آخر مما يدل على أنهن لا يدخلن ضمن

الخطابات التي ظهرت علامة التذكير فيها إلا بقرينة.

جوابه:

أن الشارع قد خص النساء بألفاظ كالمسلمات ونون النسوة للبيان،

والإيضاح، والتأكيد عليهن، وكونه يفعل ذلك لا يمنع من دخولهن

في اللفظ العام الصالح لهن، فقد ورد أنه يذكر لفظ عام لجميع

الأفراد، ثم يخص بعض الأفراد بالذكر، ويعطف الخاص على العام

للتأكيد عليه والاهتمام به مثل قوله تعالى: (مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ) ، فلفظ " الملائكة " عام لجميع

الملائكة، ويدخل جبريل وميكائيل، ومع ذلك فقد خصهما بالذكر،

ومثله قوله تعالى: (فاكهة ونخل ورمان) ، فإن لفظ " الفاكهة "

عام وشامل لجميع أنواع الفاكهة، ومنها الرمان، ومع ذلك فقد

خصه بالذكر.

فإذا جاز ذلك فإنه يكون جائزاً في قوله تعالى: (إن المسلمين والمسلمات) ، فيكون لفظ " المسلمين " عام للذكور والإناث،

وعطف عليه " المسلمات " زيادة في التأكيد وتخصيصا للشيء بالذكر.

الدليل الثاني: قياس الجمع على المفرد، بيان ذلك:

أن الجمع هو ذكر الواحد ثلاث مرات.

فقولنا: " مسلمون " هو تكرير لقولنا: " مسلم ومسلم ومسلم "