للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المتوجه إلى الملائكة؛ لكونه ليس منهم، ودلل على عصيانه بقوله:

(إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين) .

فقولكم: " إنه من الجن " لا نسلمه؛ لما قلناه حيث إنه كان من

الملائكة من قبيل يقال لهم: " الجن "؛ لأنهم كانوا خزان الجنان،

وكان إبليس رئيسهم، وتسميته جنياً لنسبته إلى الجنة، ويحتمل أن

يكون قد سمي بذلك لاجتنانه واختفائه.

أما المثال الخامس، وهو قول الشاعر: جران العود:

وبلدة ليس بها أنيس ... إلا اليعافير وإلا العيس

فانه استثناء من الجنس؛ لأن اليعافير - وهي أولاد الضباء، أو

أولاد البقر الوحشية، والعيس وهي الإبل مما يؤنس بها، فهي من

جنس الأنيس، بل قد يحصل الأنس بالأبنية والأشجار فضلاً عن

الحيوانات.

أما المثال السادس وهو قول النابغة:

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب

فهو استثناء من الجنس؛ لأن فلول السيوف عيب في السيوف،

وإن كان يسبب فلولها فخراً ومدحة لأربابها، فهو في الجملة استثناء

من الجنس.

وأما المثال السابع، وهي: الأقوال التي رويت عن العرب، فهي

استئناء من الجنس، فقولهم: " ما زاد إلا ما نقص " تقديره: " ما

زاد إلا الذي نقص " أي: ينقص.

وقولهم: " ما بالدار من أحد إلا الوتد " استثناء من الجنس؛

لأن " أحد " يطلق على الجمادات كما يطلق على الآدمي.