للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكتاب، فينظر في اللوح المحفوظ، فيجد فيه رزقه، وأثره، وأجله، وعمله، ويأخذ التراب الذي يدفن في بقعته ويعجن به نطفته.

فذلك قوله تعالى: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم} ، خرجه الترمذي الحكيم، أبو عبد الله في نوادر الأصول.

وذكر عن علقمة، عن عبد الله، قال: إن النطفة إذا استقرت في الرحم أخذها الملك بكفه، فقال: أي رب أمخلقة أو غير مخلقة؟ فإن قال: غير مخلقة لم تكن نسمة وقذفنها الأرحام دماً، وإن قال: مخلقة، قال: أي رب أذكر، أم أنثى؟ أشقي، أم سعيد؟ ماالأجل؟ وما الأثر؟ وما الرزق؟ وبأي أرض تموت؟ فيقول: اذهب إلى أم الكتاب، فإنك ستجد هذه النطفة فيها، فيقال للنطفة: من ربك؟ فتقول: الله.

فيقال: من رازقك؟ فتقول: الله، فتخلق، فتعيش في أجلها، وتأكل رزقها، وتطأ أثرها، فإذا جاء أجلها ماتت، فدفنت في ذلك المكان، فالآثر: هو التراب الذي يؤخذ فيعجن به ماؤه.

وقال محمد بن سيرين لو حلفت حلفت صادقاً باراً، غير شاك ولا مستثن، أن الله ما خلق نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، ولا أبا بكر، ولا عمر، إلا من طينة واحدة ثم ردهم إلى تلك الطينة.

<<  <   >  >>