للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصل: هذه الأحاديث تدل على أن الله سبحانه يفني جميع خلقه أجمع كما تقدم ثم يقول الله عز وجل: {لمن الملك اليوم} فيجيب نفسه المقدسة بقوله: {لله الواحد القهار} .

وقيل: إن المنادي ينادي بعد حشر الخلق على أرض بيضاء مثل الفضة لم يعص الله عليها على ما يأتي {لمن الملك اليوم} فيجيبه العباد {لله الواحد القهار} رواه أبو وائل عن ابن مسعود واختاره أبو جعفر النحاس قال: والقول صحيح عن ابن مسعود وليس هو مما يؤخذ بالقياس ولا بالتأويل.

قال المؤلف رضي الله عنه: والقول الأول أظهر لأن المقصود إظهاره انفراده تعالى بالملك عند انقطاع دعوى المدعين وانتساب المنتسبين.

إذ قد ذهب كل ملك وملكه وكل جبار ومتكبر وملكه، وانقطعت نسبتهم ودعاويهم وهذا أظهر.

وهو قول الحسن ومحمد بن كعب وهو مقتضى قوله الحق: «أنا المالك أين ملوك الأرض» ؟ .

وفي حديث أبي هريرة «ثم يأمر الله عز وجل إسرافيل فينفخ نفخة الصعق فيصعق من في السموات ومن في الأرض إلا ما شاء الله.

فإذا اجتمعوا أمواتاً جاء ملك الموت إلى الجبار فيقول: قد مات أهل السماء

<<  <   >  >>