للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل الرسول أوصى بالخلافة لعلي رضي الله عنه (١) .

يسأل أحد القراء فيقول:

ما الحكم في قوم يزعمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالخلافة لعلي رضي الله عنه ويقولون: إن الصحابة رضي الله عنهم تآمروا عليه؟ .

الجواب: هذا القول لا يعرف عن أحد من طوائف المسلمين سوى طائفة الشيعة وهو قول باطل لا أصل له في الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما دلت الأدلة الكثيرة على أن الخليفة بعده هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعن سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه صلى الله عليه وسلم لم ينص على ذلك نصا صريحا ولم يوص به وصية قاطعة ولكنه أمر بما يدل على ذلك حيث أمره بأن يؤم الناس في مرضه، ولما ذكر له أمر الخلافة بعده قال عليه الصلاة والسلام «يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر (٢) » ولهذا بايعه الصحابة رضي الله عنهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ومن جملتهم علي رضي الله عنه وأجمعوا على أن أبا بكر أفضلهم وثبت في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقولون في حياة النبي صلى الله عليه وسلم «خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان (٣) » ويقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وتواترت الأثار عن علي رضي الله عنه أنه كان يقول: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر وكان يقول رضي الله عنه لا أوتى بأحد يفضلني عليهما إلا جلدته حد المفتري ولم يدع يوما لنفسه أنه أفضل الأمة ولا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى له بالخلافة ولم يقل أن الصحابة رضي الله عنهم ظلموه وأخذوا حقه ولما توفيت فاطمة


(١) نشر في مجلة الدعوة العدد ١٠٠٩ يوم الاثنين ١٦ \١ \ ١٤٠٦ هـ
(٢) صحيح البخاري المرضى (٥٦٦٦) ، صحيح مسلم فضائل الصحابة (٢٣٨٧) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/١٤٤) .
(٣) صحيح البخاري المناقب (٣٦٧١) ، سنن أبو داود السنة (٤٦٢٩) ، سنن ابن ماجه المقدمة (١٠٦) ، مسند أحمد بن حنبل (١/١٠٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>