للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكان في حرز من الشيطان في يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله (١) » وهذا فضل عظيم وخير كثير من الله عز وجل، وإذا كان الذكر عن إيمان وصدق وإخلاص حصل له هذا الخير العظيم، والرسول صلى الله عليه وسلم بين عن الله أنه يمحو به مائة سيئة، ويكتب به مائة حسنة ويكون عدل عشر رقاب، يعني: يعتقها، لكن ذكر جمع من أهل العلم أن هذا في غير الكبائر من الذنوب؛ لقوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} (٢) فالعبد إذا اجتنب الكبائر كانت صلاته وطهوره ودعواته وأذكاره كفارة لسيئاته الصغائر، وقد يمن الله جل وعلا على العبد بالإكثار من الذكر فيحمو الله به عنه حتى الكبائر، ولا سيما إذا اقترنت بذلك التوبة النصوح. فينبغي للمؤمن أن تكون له نية صالحة وقصد صالح بهذه الأذكار وإخلاص لله وصدق في قولها، مع التوبة إلى الله سبحانه، مع الصدق في توحيد الله والإخلاص له وعبادته وحده دون كل ما سواه، ثم يحمله هذا الإيمان وهذا الإخلاص على أداء الفرائض وترك المحارم والوقوف عند حدود الله حتى تكفر خطاياه كلها متى قال ذلك


(١) صحيح البخاري الدعوات (٦٤٠٣) ، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (٢٦٩١) ، سنن الترمذي الدعوات (٣٤٦٨) ، سنن ابن ماجه الأدب (٣٧٩٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٣٧٥) ، موطأ مالك النداء للصلاة (٤٨٦) .
(٢) سورة النساء الآية ٣١

<<  <  ج: ص:  >  >>