للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإجابة، لحكم بالغة ليكثر دعاؤك ويكثر إبداء حاجتك إلى ربك وتتضرع إليه وتخشع بين يديه، فيحصل لك بهذا من الخير العظيم والفوائد الكثيرة وصلاح ورقة قلبك وهو خير لك من الحاجة، وقد يؤجلها لأسباب أخرى سبحانه وتعالى، وقد يؤجلها لحكمة بالغة، فإذا تأجلت الحاجة فلا تلم ربك ولا تقل لماذا، لماذا يا ربي. ارجع إلى نفسك وانظر فلعل عندك شيئا من الذنوب والمعاصي هي السبب في تأخير الإجابة، ولعل هناك أمرا آخر تأخرت الإجابة من أجله يكون فيه خير لك فأنت لا تتهم ربك، ولكن عليك أن تتهم نفسك وعليك أن تنظر في أعمالك وسيرتك حتى تصلح من شأنك وحتى تستقيم على أمر ربك وحتى تعبده على بصيرة وحتى تمتثل أوامره وحتى تنتهي عن نواهيه وحتى تقف عند حدوده، ثم اعلم أنه سبحانه حكيم عليم قد يؤخر الإجابة لمدة طويلة، كما أخر إجابة يعقوب في رد ابنه يوسف عليه وهو نبي عليه الصلاة والسلام، فقد يؤخر الإجابة لحكمة بالغة وقد يعطيك خيرا مما سألت وقد يصرف عنك من الشر أفضل مما سألت كما جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال «ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن

<<  <  ج: ص:  >  >>