للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل هو بدعة، ولكن يشرع الإكثار من الدعاء بلا عدد معين. كقوله: يا لطيف الطف بنا، أو اغفر لنا، أو ارحمنا، أو اهدنا، ونحو ذلك.

وهكذا يا الله، يا رحمن، يا رحيم، يا غفور، يا حكيم، يا عزيز، اعف عنا، وانصرنا، وأصلح قلوبنا وأعمالنا، وما أشبه ذلك؛ لقول الله سبحانه:

{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (١)

وقوله عز وجل:

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (٢)

ولكن بدون تحديد عدد لا يزيد عليه ولا ينقص. إلا ما ورد فيه تحديد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل قول: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في كل يوم مائة مرة (٣) » ، فهذا ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم، وهكذا قول سبحان الله وبحمده مائة مرة في الصباح والمساء، وهكذا سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثا وثلاثين مرة بعد كل صلاة من الفرائض الخمس، الجميع تسع وتسعون بعد كل صلاة ويختم المائة بقول: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (٤) » .

كل هذا قد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم، وهكذا كل ما جاء في معناه، وإن قرأ عند المحتضر قبل أن يموت سورة يس


(١) سورة غافر الآية ٦٠
(٢) سورة البقرة الآية ١٨٦
(٣) صحيح البخاري بدء الخلق (٣٢٩٣) ، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (٢٦٩١) ، سنن الترمذي الدعوات (٣٤٦٨) ، سنن ابن ماجه الأدب (٣٧٩٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٣٧٥) ، موطأ مالك النداء للصلاة (٤٨٦) .
(٤) صحيح البخاري الأذان (٨٤٤) ، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٩٣، ٥٩٧) ، سنن النسائي السهو (١٣٤١) ، سنن أبو داود الصلاة (١٥٠٤، ١٥٠٥) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٣٧١) ، أول مسند الكوفيين (٤/٢٥٠) ، موطأ مالك النداء للصلاة (٤٨٨) ، سنن الدارمي الصلاة (١٣٤٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>