للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العقيدة الصحيحة وما يضادها (١)

الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, وعلى آله وصحبه.

أما بعد: فلما كانت العقيدة الصحيحة هي أصل دين الإسلام , وأساس الملة, رأيت أن تكون هي موضوع المحاضرة, ومعلوم بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة أن الأعمال والأقوال إنما تصح وتقبل إذا صدرت عن عقيدة صحيحة , فإن كانت العقيدة غير صحيحة بطل ما يتفرع عنها من أعمال وأقوال, كما قال تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (٢) وقال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (٣)

والآيات في هذا المعنى كثيرة, وقد دل كتاب الله المبين وسنة رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم, على أن العقيدة الصحيحة تتلخص في: الإيمان بالله, وملائكته, وكتبه, ورسله, واليوم الآخر, وبالقدر خيره وشره, فهذه الأمور الستة هي أصول العقيدة الصحيحة التي نزل بها كتاب الله العزيز, وبعث الله بها رسوله محمدا عليه الصلاة والسلام, ويتفرع عن هذه الأصول كل ما يجب الايمان به من أمور الغيب, وجميع ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم. وأدلة هذه الأصول الستة في الكتاب والسنة كثيرة جدا, فمن ذلك قول الله سبحانه {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} (٤)


(١) نشرت في مجلة البحوث الإسلامية (العدد السابع) الصادر في شهر رجب وشعبان ورمضان وشوال عام ١٤٠٣هـ.
(٢) سورة المائدة الآية ٥
(٣) سورة الزمر الآية ٦٥
(٤) سورة البقرة الآية ١٧٧

<<  <  ج: ص:  >  >>