للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحقيقة تنقسم إلى قسمين: ضعيف يعتبر به حسن عند الترمذي وجماعة، وضعيف لا يعتبر به ولا تقوم به الحجة لشدة ضعفه، وذلك بأن يكون فيه متهم بالكذب، أو من هو فاحش الغلط، أو لأن فيه انقطاعا أو إرسالا ولا متابع له ولا شاهد أو ما أشبه ذلك.

والحسن في اصطلاح أبي عيسى الترمذي رحمه الله هو: ما خف الضبط في رواته وجاء من طريقتين فأكثر، وليس فيه من هو متهم بالكذب وليس شاذا ولا منقطعا ولا معلولا بعلة قادحة، فهذا يحتج به كالصحيح عند أهل العلم.

وكان الأولون يقسمون الحديث إلي قسمين: صحيح وضعيف، ويدخل الحسن في الصحيح، ثم رأى الترمذي وجماعة بعد ذلك تقسيمه إلي الأقسام الثلاث: صحيح، وضعيف، وحسن، فصار الحسن عندهم ما خف الضبط في رواته إذا استقامت الأحوال الأخرى من عدالة واتصال وعدم شذوذ وعلة، فهذا يحتج به وهو خير من الآراء والقياس، كما قاله الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه.

والحديث الضعيف المتماسك يصلح للاحتجاج وهو خير من الآراء البشرية؛ لأنه متصل السند غير معلل ولا شاذ، إلا إن رواته أو بعضهم ليس بكامل الحفظ، بل عندهم في الحفظ نقص، وليسوا بفاحشي الغلط لكن لهم أوهام وأخطاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>