للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال - صلى الله عليه وسلم -: " فمن أعدى الأول " (١) » . والمعنى: أن الذي أنزل الجرب في الأول هو الذي أنزله في الأخرى، ثم بين لهم - صلى الله عليه وسلم - أن المخالطة تكون سببا لنقل المرض من الصحيح إلى المريض، بإذن الله عز وجل؛ ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يورد ممرض على مصح (٢) » . والمعنى: النهي عن إيراد الإبل المريضة ونحوها بالجرب ونحوه مع الإبل الصحيحة؛ لأن هذه المخالطة قد تسبب انتقال المرض من المريضة إلى الصحيحة بإذن الله، ومن هذا قوله - صلى الله عليه وسلم -: «فر من المجذوم فرارك من الأسد (٣) » ؛ وذلك لأن المخالطة له قد تسبب انتقال المرض منه إلى غيره، وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أن انتقال الجذام من المريض إلى الصحيح إنما يكون بإذن الله، وليس هو شيئا لازما.


(١) أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب لا صفر - وهو داء يأخذ البطن - برقم ٥٧١٧، ومسلم في كتاب الطب، باب في الطيرة، برقم ٢٢٢٠.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب لا عدوى، برقم ٥٧٧٥، ومسلم في كتاب السلام، باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء، برقم ٢٢٢١.
(٣) أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب الجذام، وأحمد في المسند، باقي مسند المكثرين، باقي المسند السابق، برقم ٩٤٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>