للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم البكاء بسبب المرض والتحدث عنه مع الآخرين]

س: الأخت التي رمزت لاسمها بـ: أ - ع من الرياض تقول في سؤالها أنا مريضة وأحيانا أبكي لما صارت إليه حالتي بعد مرضي، فهل هذا البكاء معناه اعتراض على الله عز وجل وعدم الرضا بقضائه، وهذا الفعل خارج عن إرادتي؟

وكذلك هل التحدث مع المقربين عن المرض يدخل في ذلك؟ .

ج: لا حرج عليك في البكاء إذا كان بدمع العين فقط لا بصوت لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه إبراهيم: «العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون (١) » والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

ولا حرج عليك أيضا في إخبار الأقارب والأصدقاء بمرضك مع حمد الله وشكره والثناء عليه وسؤاله العافية وتعاطي الأسباب المباحة، نوصيك بالصبر والاحتساب وأبشري بالخير لقول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (٢) وقوله تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} (٣) {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (٤) {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (٥) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يصيب المسلم هم ولا غم ولا نصب ولا وصب (وهو المرض) ولا أذى حتى الشوكة إلا كفر الله بها من خطاياه (٦) » وقوله عليه الصلاة والسلام: «من يرد الله به خيرا يصب منه (٧) » نسأل الله أن يمن عليك بالشفاء والعافية وصلاح القلب والعمل إنه سميع مجيب.


(١) صحيح البخاري الجنائز (١٣٠٣) ، صحيح مسلم الفضائل (٢٣١٥) ، سنن أبو داود كتاب الجنائز (٣١٢٦) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/١٩٤) .
(٢) سورة الزمر الآية ١٠
(٣) سورة البقرة الآية ١٥٥
(٤) سورة البقرة الآية ١٥٦
(٥) سورة البقرة الآية ١٥٧
(٦) صحيح البخاري المرضى (٥٦٤٢) ، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٧٣) ، سنن الترمذي الجنائز (٩٦٦) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/١٩) .
(٧) صحيح البخاري المرضى (٥٦٤٥) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٢٣٧) ، موطأ مالك الجامع (١٧٥٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>