للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التوسل بالجاه (١) .

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم: س. ش. ح. ن وفقه الله. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فقد وصلني كتابكم وما تضمنه كان معلوما. وسؤالكم عن قول بعض الشباب لديكم أنه لا يسأل الله بجاه الرسول

فهذا صحيح؛ لأنه لم يرد في الأدلة الشرعية ما يدل على مشروعية التوسل بجاه أحد من الناس ولا بحق أحد من الناس ولا بذاته، ولكن ليس ذلك من الشرك، بل هو من البدع ومن وسائل الشرك عند أكثر أهل العلم، والنبي صلى الله عليه وسلم له حق عظيم ومنزلة عظيمة عند الله وعند المؤمنين.

ولا إسلام لأحد ولا إيمان إلا بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ولكن لا يجوز التقرب إلى الله سبحانه ولا التوسل إليه إلا بما شرع من القول والعمل لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (٢) » .

فالواجب على المسلمين جميعا تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم بما شرعه الله في حقه من اتباعه ومحبته وتعظيم سنته والدعوة إليها والتحذير مما يخالفها مع الإكثار من الصلاة والسلام عليه، عليه الصلاة والسلام.

وقد وقع في رسالتكم أخطاء وهي نسبتكم إلى الله سبحانه ما نصه: (ويقول الله سبحانه: اليد اليسرى عضو في جسم الإنسان مثلها مثل اليمنى) . وهذا ليس من كلام الله.

وقولكم: (وجعلنا من فوق كل علم عليم) ، وهذا أيضا ليس من كلام الله وإنما نص كلام الله {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} (٣) فنوصيك بالحذر من القول على الله بغير علم أصلح الله قلبك وعملك


(١) صدرت الإجابة من مكتب سماحته في ٣ \ ٦ \ ١٤٠٩ هـ برقم ١٤٨٣\١.
(٢) صحيح مسلم الأقضية (١٧١٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/٢٥٦) .
(٣) سورة يوسف الآية ٧٦

<<  <  ج: ص:  >  >>