للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

س ٧: كيف نوفق بين الحديثين الشريفين: «لا عدوى ولا طيرة (١) » و «فر من المجذوم فرارك من الأسد (٢) » ؟

ج: لا منافاة عند أهل العلم بين هذا وهذا، وكلاهما قاله النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء ولا غول (٣) » وذلك نفي لما يعتقده أهل الجاهلية من أن الأمراض كالجرب تعدي بطبعها وأن من خالط المريض أصابه ما أصاب المريض، وهذا باطل بل ذلك بقدر الله ومشيئته وقد يخالط الصحيح المريض المجذوم ولا يصيبه شيء، كما هو واقع ومعروف، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن الإبل الصحيحة يخالطها البعير الأجرب فتجرب كلها؟ قال له عليه الصلاة والسلام: «فمن أعدى الأول (٤) » . وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «فر من المجذوم فرارك من الأسد (٥) » وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: «لا يورد ممرض على مصح (٦) » فالجواب عن ذلك: أنه لا يجوز أن يعتقد العدوى ولكن


(١) صحيح البخاري الطب (٥٧٥٣) ، صحيح مسلم السلام (٢٢٢٥) ، سنن ابن ماجه الطب (٣٥٤٠) .
(٢) مسند أحمد بن حنبل (٢/٤٤٣) .
(٣) صحيح البخاري الطب (٥٧٥٣) ، صحيح مسلم السلام (٢٢٢٥) ، سنن ابن ماجه الطب (٣٥٤٠) .
(٤) صحيح البخاري الطب (٥٧١٧) ، صحيح مسلم السلام (٢٢٢٠) ، سنن أبو داود الطب (٣٩١١) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٤٣٤) .
(٥) مسند أحمد بن حنبل (٢/٤٤٣) .
(٦) صحيح البخاري الطب (٥٧٧١) ، صحيح مسلم السلام (٢٢٢١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>