للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصيحة لمن تعرض لسوء الكلام والتحريض

على المعاصي (١)

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى الأخ المكرم: م. ع. أ. خ وفقه الله. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.

فقد وصلني كتابك المتضمن الإفادة عما تلاقيه من سوء الكلام من بعض الناس لحسن هيئتك وجمال وجهك، وأنك تتوب من المعاصي والمحرمات ثم تعود إليها بتحريض من بعض أصدقاء السوء، وقد طلبت مني النصيحة والموعظة بما يصلح حالك ويمنعك من الرجوع إلى المعاصي والمحرمات، وعليه أقول: إن الواجب عليك الثبات على الحق والمبادرة بالزواج حيث أمكن، والإنكار بالكلام على من يخاطبك بما أشرت إليه في رسالتك، واذكر قول الله تعالى: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (٢) وقوله تعالى عن وصية لقمان لابنه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (٣) وإن عليك الحذر من جميع المحارم والاستعانة بالله على ذلك وسؤاله التوفيق والهداية في ذلك والاستقامة على التوبة، ولاتيأس.

ونوصيك بصحبة الأخيار والحذر من صحبة الأشرار، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل (٤) » وقال صلى الله عليه وسلم: «إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنة (٥) » متفق عليه. وأسأل الله سبحانه للجميع التوفيق للعلم النافع والعمل به والثبات على الحق إنه سميع قريب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. .


(١) نصيحة صدرت من سماحته برقم ١٧٦٩ \ ١ في ١٤ \ ٧ \ ١٤١١ هـ.
(٢) سورة الأنفال الآية ٤٦
(٣) سورة لقمان الآية ١٧
(٤) سنن الترمذي الزهد (٢٣٧٨) ، سنن أبو داود الأدب (٤٨٣٣) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٣٣٤) .
(٥) صحيح البخاري الذبائح والصيد (٥٥٣٤) ، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٦٢٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>