للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحرص على الاستقامة (١)

الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

موضوع الاستقامة موضوع عظيم، فجدير بكل مؤمن وكل مؤمنة العناية بالاستقامة، والحرص على ذلك في جميع الأوقات، وسؤال الله جل وعلا والضراعة إليه بطلب التوفيق لذلك.

وأنت يا عبد الله، عليك أن تحرص على الخير، وأن تبادر إليه وأن تلزمه، وأن تحذر الشر وتبتعد عنه وعن وسائله وأسبابه، وعليك بسؤال ربك والضراعة إليه: أن يمنحك العون والتوفيق.

وهذه الدنيا هي دار الابتلاء والامتحان، هي دار العمل والإعداد للآخرة. فالله خلق الخلق؛ ليعبدوه، وأرسل لهم الرسل وأنزل عليهم الكتب، وأعطاهم عقولا وأسماعا وأبصارا، وابتلاهم بالشياطين، من الإنس والجن، والشهوات.

فالواجب استعمال ما أعطاهم الله من المحافظة في ترك ما يضرهم، مما ابتلاهم الله به، من دعاة السوء وشياطين الإنس والجن.

وهذه الدار دار عمل، ليست دار نعيم ولكنها دار عمل، هي دار الغرور، {فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} (٢) متاعها قليل، كما قال تعالى: {أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} (٣)


(١) نشرت في جريدة الندوة في العدد (١١٠٦٢) بتاريخ ١٧ \ ١١ \ ١٤١٥ هـ.
(٢) سورة لقمان الآية ٣٣
(٣) سورة التوبة الآية ٣٨

<<  <  ج: ص:  >  >>