للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصيحة لمن يدعو لحلق الذقن (١)

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة المكرم رئيس تحرير جريدة عكاظ - حفظه الله -. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعده:

فقد نشر في العدد الصادر بتاريخ ١٨ شعبان سنة ١٣٩٣هـ من جريدتكم في صفحة (مجتمعنا) كلمة قصيرة بعنوان: (الإهمال تدمير للحياة الزوجية) ، وقد جاء فيها: (وبالمثل قد يصيب الإهمال الرجل الزوج فلا يحلق ذقنه يوم العطله فيبدو رثا مهلهلا مكتئبا) .

وبما أن هذا قول منكر، ودعوة إلى مخالفة السنة النبوية، تنشر علنا في صحيفتكم - رأيت أن من الواجب الكتابة لكم؛ نصحا لكم وللمسلمين، وحذرا من العقوبة.

ومعلوم لكل عاقل ذي بصيرة أن خير القرون قرن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولم يكن في ذلك القرن من يحلق ذقنه من الصحابة الكرام - رضي الله عنهم -؛ اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وامتثالا لأمره حيث قال: «جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس (٢) » أخرجه مسلم في صحيحه، وقوله - عليه الصلاة والسلام -: «قصوا الشوارب، وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين (٣) » متفق على صحته، وحذرا من الوقوع في مخالفته - صلى الله عليه وسلم -، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، ولكنه التقليد


(١) سبق أن نشرت في كتاب سماحته (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة) الجزء السادس صـ ٣٧٤-٣٧٥.
(٢) صحيح مسلم الطهارة (٢٦٠) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٣٦٦) .
(٣) مسند أحمد بن حنبل (٢/٢٢٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>