للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصيحه لطلبة العلم (١)

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله، نبينا محمد وآله وصحبه. أما بعد:

فلا ريب أن طلب العلم من أفضل القربات، ومن أسباب الفوز بالجنة والكرامة لمن عمل به. ومن أهم المهمات الإخلاص في طلبه، وذلك بأن يكون طلبه لله لا لغرض آخر؛ لأن ذلك هو سبيل الانتفاع به، وسبب التوفيق لبلوغ المراتب العالية في الدنيا والآخرة.

وقد جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة (٢) » - يعني ريحها - أخرجه أبو داود بإسناد حسن.

وأخرج الترمذي بإسناد فيه ضعف عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من طلب العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار (٣) » .

فأوصي كل طالب علم، وكل مسلم يطلع على هذه الكلمة، بالإخلاص لله في جميع الأعمال عملا بقول الله سبحانه وتعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (٤) وفي صحيح مسلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «يقول الله عز


(١) نشرت في مجلة التوحيد المصرية، ص ١١ - ١٢.
(٢) سنن أبو داود العلم (٣٦٦٤) ، سنن ابن ماجه المقدمة (٢٥٢) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٣٣٨) .
(٣) سنن الترمذي العلم (٢٦٥٤) .
(٤) سورة الكهف الآية ١١٠

<<  <  ج: ص:  >  >>