للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها أيضا مضاعفة أجر المصلي عليه ورجاء إجابة دعائه وسبب لحصول البركة ودوام محبته - صلى الله عليه وسلم - وزيادتها وتضاعفها وسبب هداية العبد وحياة قلبه. فكلما أكثر الصلاة عليه وذكره استولت محبته على قلبه حتى لا يبقى في قلبه معارضة لشيء من أوامره ولا شك في شيء مما جاء به.

كما أنه صلوات الله وسلامه عليه رغب في الصلاة عليه بأحاديث ثبتت عنه، منها ما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا (١) » وعنه - رضي الله عنه - أيضا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم (٢) » وقال - صلى الله عليه وسلم -: «رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي (٣) » .

وبما أن الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - مشروعة في الصلوات في التشهد، ومشروعة في الخطب والأدعية والاستغفار، وبعد الأذان وعند دخول المسجد والخروج منه وعند ذكره وفي مواضع أخرى، فهي تتأكد عند كتابة اسمه في كتاب أو مؤلف أو رسالة أو مقال أو نحو ذلك لما تقدم من الأدلة. والمشروع أن تكتب كاملة تحقيقا لما أمرنا الله تعالى به، وليتذكرها القارئ عند مروره عليها ولا ينبغي عند الكتابة الاقتصار في الصلاة على رسول الله على كلمة (ص) أو (صلعم) وما أشبهها من الرموز التي قد يستعملها بعض


(١) صحيح مسلم الصلاة (٤٠٨) ، سنن الترمذي الصلاة (٤٨٥) ، سنن النسائي السهو (١٢٩٦) ، سنن أبو داود الصلاة (١٥٣٠) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٣٧٢) .
(٢) أخرجه أبو داود، وأحمد في كتاب (المناسك) باب (زيارة القبور) ، وأحمد في ٢\٣١٦.
(٣) أخرجه الترمذي في كتاب (الدعوات) حديث حسن غريب.

<<  <  ج: ص:  >  >>