للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

في هذا الحديث: بشارة عظيمة، وحلم، وكرم عظيم.

قال الحسن: أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم، وأسواقكم، ومجالسكم، وأينما كنتم، فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة.

وقال قتادة: إن هذا القرآن يدّلكم على دائكم ودوائكم، فأمَّا داؤكم فالذنوب، وأما دواؤكم فالاستغفار.

قال بعضهم:

أستغفر الله مما يعلمُ اللهُ ... ?? ... إِنَّ الشقيَّ لَمن لا يرحمُ اللهُ ... ???

مَا أحلمَ الله عمن لا يراقبه ... ?? ... كلٌّ مسيء ولكن يحلم اللهُ ... ??

فاستغفر الله مما كان من زلل ... ?? ... طوبى لِمَنْ كف عما يكره اللهُ ... ???

طوبى لِمَن حسنت منه سريرته ... ?? ... طوبى لِمَنْ ينتهي عما نهى الله ... ??

[٥٣- باب الجمع بين الخوف والرجاء]

اعْلَمْ أنَّ المُخْتَارَ لِلْعَبْدِ في حَالِ صِحَّتِهِ أنْ يَكُونَ خَائفاً رَاجِياً، وَيَكُونَ خَوْفُهُ وَرَجَاؤُهُ سَواءً، وفي حَالِ المَرَضِ يَتَمَحَّضُ الرَّجاءُ، وقواعِدُ الشَّرْع مِنْ الكِتَابِ والسُّنَةِ وغَيْرِ ذَلِكَ مُتظاهِرَةٌ عَلَى ذلك.

قَالَ الله تَعَالَى: {فَلا يَأمَنُ مَكْرَ الله إلا القَوْمُ الخَاسِرونَ} [الأعراف (٩٩) ] .

وقال تَعَالَى: {إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إلا القَوْمُ الكافِرُونَ} [يوسف (٨٧) ] .

الخوف يزجر العبد عن المعاصي، والرجاء يبعثه على الطاعات فلا يأمن العقوبة، ولا يقنط من الرحمة.

<<  <   >  >>