للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي مجالس ابن مهدي: كان أبو حنيفة يشرب مع مساور فلما تنسك عاب مساوراً فكتب إليه شعراً:

إن كان فقهك لا يتم … بغير شتمي وانتقاصي

فاقعد وقم بي حيث شئت … من الأداني والأقاصي

فلطال ما زكّيتني و … أنا مقيم على المعاصي

أيام تعطينى وتأخذ … في أباريق الرصاص

فأنفذ إليه أبو حنيفة بمال وكف عنه» (١) الخ

ماذكره من مطاعن وأكاذيب على هذا الإمام الجليل. عليه من الله ما يستحق.

ويقول البحراني: «وأما أبو حنيفة فكان يقول قال علي وأنا أقول خلافاً لقوله، وحُكي عنه أنه كان يقول خالفت جعفر بن محمد في جميع أقواله وفتاواه، ولم يبق إلا حالة السجود، فما أدري أنه يغمض عينيه أو يفتحها حتى أذهب إلى خلافه وأفتى الناس بنقيض فعله». (٢)

طعنهم في الإمام مالك :

يقول النباطي ضمن طعنه عليه: «كان مالكاً يذكر علياً وعثمان وطلحة والزبير، ويقول: والله ما اقتتلوا إلا على الثريد الأعفر.

ودخل محمد بن الحسن على مالك ليسمع منه الحديث فسمع في داره المزمار والأوتار فأنكر عليه فقال: إنا لا نرى به بأساً.

وفي حلية الأولياء وغيرها عن ابن حنبل وأبي داود أن جعفر بن سليمان ضرب مالكاً وحلقه وحمله على بعير، وروي أنه كان

على رأي الخوارج فسئل عنهم فقال: ما أقول في قوم ولوّنا فعدلوا فينا». (٣)


(١) الصراط المستقيم ٣/ ٢١٣.
(٢) الكشكول ليوسف البحراني ٣/ ٤٦.
(٣) الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ٣/ ٢٢٠.

<<  <   >  >>