للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فجرى ذكر عثمان الطرازي إمام مسجد راعوم ببلخ، وكان بيني وبينه ما يكون بين الناس من الوحشة والمنافرة، وكان قد مات من مدة، فأسأت القول في حقه، وانقضى المجلس، فاتفق أن في ذلك اليوم أو بعده بيوم أو يومين كنت جالسا في بيتي، فدق واحد الباب، فقلت: ادخل، فدخل، فإذا هو المقرئ علي، فرحبت به، وجلس وتحدثنا، فقال: تدري لم جئت؟ قال: لا، قال: أعلم أنا اجتمعنا بالأمس فجرى ذكر الإمام عثمان الطرازي، فذكرته بما لا يليق بك، والرجل قد مات وانقضى، والنبي، صلى الله عليه وسلم، يقول: «لا تذكروا موتاكم إلا بخير» وقد كان بيني وبين الإمام عثمان صداقة أكيدة، وقد جئت أسألك أن تتجاوز عما فعل في حقك وتجعله في حل وسعة منك، وتقلدني المنة بذلك، فأجبته، وقلت: قد فعلت، وصرت لا أذكر الإمام عثمان إلا بخير.

ذكر هذا في حسن محافظة المقرئ علي الطوسي على المودة لأصدقائه الأموات.

[شيخ آخر: هو أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد الرحمن القطني الصوفي الطوسي]

من أهل نيسابور.

<<  <   >  >>