للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسط الربيع بها الرياض كما ... بسطت ثياب في الثرى خضر

فقلت: أحسنت والله، فقال: أجز، فكتبت تحتهما:

برية في البحر نابتة ... يجبى إليها البر والبحر

فكتبت:

وسرى الفرات على مياسرها ... وجرى على أيمانها النهر

وبدا الخورنق في مطالعها ... فرداً يلوح كأنه الفجر

كانت منازل للملوك ولم ... يعمل بها لمملك قبر

وقد ذكر أبو الفرج هذه الحكاية، ورواها عن عبيد الله بن الحسين، وعزا جميع أبياتها لابن كناسة.

[قال الأصمعي]

ما رأيت أثر النبيذ في وجه الرشيد إلا مرة واحدة، دخلت عليه أنا وأبو حفص الشطرنجي، فقال: استبقا إلى بيت، فمن أصاب غرضي، فله عشرة آلاف درهم، قال: فأشفقت ومنعتني هيبته، وبدر الشطرنجي بجراءة العميان، فقال:

كلما دارت الزجاجة زادت ... هـ اشتياقاً وحرقةً فبكاك

فاستحسنه وأجازه، فزالت عني الهيبة، فقلت:

لم ينلك الرجاء أن تحضريني ... وتجافت أمنيتي عن سواك

فقال: لله درك! لك عشرون ألفاً، ثم أطرق ورفع رأسه، وقال: أنا - والله - أشعر منكما، وأنشد:

فتمنيت أن يغشيني الل ... هـ نعاساً لعل عيني تراك!

[وقد أنبأني التقي أبو محمد عبد الخالق المسكي]

عن أبي طاهر السلفي، قال: أنبأنا أبو محمد جعفر بن السراج وابن يعلان الكبير قالا: أنبأنا أبو نصر عبد الله بن سعيد السجستاني الحافظ، عن أبي يعقوب النجيرمي قال: حدثنا الأزدي عن ابن دريد عن أبي حاتم، عن الأصمعي، قال: دخلت على الرشيد، وعنده أبو حفص الأعمى المعروف بالشطرنجي، فقال: استبقا إلى آخره، فوقع في نفسي أنه يريد جارية الناطفي، فهبته وبدرني أبو حفص، فقال:

مجلس ينسب السرور إليه ... لمحب ريحانه ذكراك

فقال: قد قاربت، ولك العشرة، وتهيبته، فقال:

<<  <   >  >>