للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في ذلك الوقت، فصنعت:

أمعنفى فيمن هويت جهالةً ... انظر بعين العدل فيمن تعذل

أرأيت درياقاً كبرد رضابها ... بعث الصدى وهو الرحيق السلسل

وكحيةٍ وكعقرب في خدها ... أبداً تسئ فعالها وتقبل

تحيا إذا ما باشرت فم عاشقٍ ... وإذا تقابل من بعيد تقتل

قال: ثم صنعت:

وخريدةٍ بيضاء ليلة هجرها ... من شعرها، وجبينها من وصلها

رقمت مواشطها على وجناتها ... صوراً تعبدني الغرام لأجلها

أو ماعجبت لحيةٍ في جنةٍ ... دوني تفوز بمائها وبظلها

فحذار منها ما استطعت فقبلها ... مكرت بآدم أختها في مثلها

قال: ثم صنعت أيضاً:

يا ضرة القمرين في شرفيهما ... من أي شيء منك لم أتعجب

أقبلت مثل الشمس في غسق الدجى ... وحملت صبحاً ضاحكاً عن كوكب

من حيث لا ماء الشباب مكدر ... كلا ولا برق السلاف بخلب

كتبت بخديك المواشط فتنةً ... عمت عموم هواك من لم يكتب

وكأنما رقم الجمال بكفه ... وجه الضحى بحريرةٍ من غيهب

جاء الكليم بآيةٍ من حية ... وأراك جئت بحيةٍ وبعقرب

وصنع شهاب الدين ابن أخت الوزير النجم من قصيدة، وأنشدنيها لنفسه:

خود جلا غرتها شعرها ... بدر بهى في ظلامٍ يهيم

يطيب ذكر الشعر من لفظها ... كأنما ذاك النسيب النسيم

قد رقمت وجنها أرقما ... بالمسك في مذهب ثوب طميم

ما ذاق من قابله غفوة ... واعجباً من ساهرٍ بالرقيم!

مرسلةٍ بالحسن قد أظهرت ... في نار إبراهيم آي الكليم

وصنع القاضي أبو العباس أحمد بن القطرسي، وأنشدنيه:

وغادةٍ زينت بأفعى ... مسكٍ على خدها المصون

فقلت يغنيك سحر لحظٍ ... أنفذ سهماً من المنون

قالت رأيت القلوب ليست ... تطيق ما فيه من فتون

<<  <   >  >>