للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى أبي عطاء السندي - ولم يذكر السبب الذي من أجله اقترح حماد على ابي عطاء ما اقترح - وذكر البيت الثاني:

تزدني والقرآن بها عليمًابصيراً بالمقاطع والمباني

وذكر البيت الثالث:

فما اسم حديدةٍ في رأس رمحٍ ... دوين الصدر ليست بالسنان

وذكر البيت الثامن:

وذلك مسزداً أنساه قدماً ... بنو سيطان مأروف المكان

مدح بشار بن برد يعقوب بن داود وزير المهدي فلم يعبأ به وحرمه فوفد عليه وطال مقامه ببابه وهو لا يأذن فأحس به في بعض الأيام

فرفع بشار صوته فأنشد:

طال الوقوف على رسوم المنزل

فأجابه يعقوب مسرعاً:

فإذا تشاء أبا معاذٍ فارحل

فرحل بشار، فهجاه بقوله فيه وفي المهدي:

بني أمية هبوا طال نومكم ... إن الخليفة يعقوب بن داود

ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا ... خليفة الله بين الناي والعود

[وهجا أخاه صالح بن داود]

وكان قد ولى ولاية، فسقط به المنبر، فقال فيه من قطعة:

هم حملوا فوق المنابر صالحاً ... أخاك، فضجت من أخيك المنابر

فلما اشتهر هجاؤه دخل يعقوب على المهدي فقال: يا أمير المؤمنين، إن هذا المشرك هجاك بما لا أستطيع أن أذكره؛ فلم يزل المهدي به حتى كتب له قوله:

خليفة يزنى بعماته ... يلعب بالدبوق والصولجان

أبدلنا الله غيره ... ودس موسى في حر الخيزران

فجر ذلك إلى قتل بشار بن برد.

[وذكر أبو الفرج الأصبهاني في كتاب القيان والمغنين]

قال: كانت بالكوفة جارية مغنية يقال لها سعاد جارية السكوني، وكان مولاها من الظرفاء وفتيان طبقته، مروءة وحسن وعشرة ومساعدة، فحضرت سعاد في مجلسٍ فيه مطيع بن إياس وحماد عجرد، فقال مطيع:

قبليني سعاد بالله قبلهواسأليني بها فديتك نحله

فورب السماء لو قلت صل ... لوجهي جعلت وجهك قبله

فقالت الجارية لحماد: اكفينه: ياعم، فقال يجيبه بديهاً:

إن خلاً لها سواك وفيًا ... لا غدوراً بها ولا فيه مله

<<  <   >  >>