للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لايباع التقبيل بيعاً ولا ير ... شى ولا يجعل التعاشق عله

فقال له مطيع: هذا هجاء؛ وما أرادت الجارية هذا كله، ولقد اشتفيت مني على لسان غيرك؛ فقال الجارية - وكانت ظريفة بارعة: صدق؛ ما أردنا أن نسبه؛ فقال حماد:

أنا والله أشتهي مثلها من ... ك ببذل والبذل في ذاك حله

فأجيبي وأنعمي وخذي البذ ... ل وأطفي لعاشقٍ منك غله

قال: فرضي مطيع وخجلت الجارية. وقالت: أنا عائذة بكما من شركما فاكفيانيه، وخذا فيما جئتما له.

[حدث المدائني]

قال: كان عثمان بن شيبة مبخلاً، وكان حماد عجرد يهجوه، فجاء رجل كان يقول الشعر إلى حماد فقال له:

أعني من غناك ببيت شعرٍ ... على فقري لعثمان بن شيبه

فقال حماد مسرعاً:

فإنك إن رضيت به خليلا ... ملأت يديك من فقرٍ وخيبه

فقال الرجل: جزاك الله خيراً؛ فقد عرفتني من أخلاقه ما قطعني عنه، وصنت ماء وجهي عن بذله.

[وروى إسماعيل بن يحيى اليزيدي عن أبيه]

قال: كنت جالساً أكتب كتاباً، فنظر فيه سلم الخاسر، فقال:

أير يحيى أخط من كف يحيى ... إن يحيى بأيره لخطوط

قال: فقلت مسرعاً:

أم سلمٍ أدرى بذلك منه ... إنها تحت أيره لضروط

ولها تحته إذا ما علاها ... أزمل من وداقها وأطيط

ليت شعري ما بال سلم بن عمرٍو ... كاسف البال حين يذكر لوط!

لايصلي عليه حين نصلي ... بل له عند ذكره تثبيط

[وذكر أبو مروان صاحب كتاب المقتبس في أبناء أهل الأندلس]

أن أبا المخشي عاصم بن زيد بن يحيى بن يحيى بن حنظلة بن علقمة بن عدي بن زيد بن حماد العبادي، شاعر الأندلس في زمانه، كان خبيث اللسان، كثير الهجاء، وهو الذي قطع هشام بن عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام بن عبد الملك ابن مروان لسانه؛ لأنه عرض به في قصيدة مدح بها أخاه أبا أيوب

<<  <   >  >>