للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقلت متى أراك أبا حسين؟ ... فجاوبني: إذا اتسخت ثيابي

فإن يكن التقذر فيه فخر ... فلم يكنى الوصي أبا تراب!

[وذكر الباخرزي في كتاب دمية القصر]

قال: حدثني أبو محمد الحسن بن علي الجوهري ببغداد، قال: أنشدت أبا القاسم الصوري بيتين، كان أبوعبد الله عمر بن يحيى ادعاهما لنفسه في مجلس المهلبي الوزير، فأنكر أبو الفرج الأصبهاني ذلك، وأخرجهما في أناشيد ثعلب وهما:

أقول لها إذ بت في أسر قومها ... وجامعتي عن منكبي تضيق

لما سرني أن بت عني بعيدة ... وأني من هذا الإسار طليق

ثم قلت له: أهما أحسن أم بيتان عملتهما في المعنى، وهما:

أقول لها والحي قد نذروا بنا ... ومالي متأثر المنون براح

لما ساءني أن وشحتني سيوفهم ... وأنك لي دون الوشاح وشاح

فأمسك ساعة ولم يجب، ثم عمل في الحال وأنشدنيه:

ألا مرحباً بالأسر يا أم مالكٍ ... وجامعتي والقد منه قريني

إذا كنت في كسر الخباء قريبةً ... تحسين مني لوعتي وأنيني

وعمل أيضاً في الحال وأنشدنيه:

أقول وقد هز القنالي قوامها ... ومالي من بين الأسنة مذهب

ألا ليت نحري للأسنة ملعب ... وكفي في بحر ابنة القوم يلعب

[قال وحدثني أبو إسحاق النجيرمي]

عند كافور الإخشيدي، فدخل عليه أبو الفضل بن عياش فقال: أدام الله أيام مولانا، وكسر الميم فتبسم كافور إلى أبي إسحاق، ففطن لذلك، فقال ارتجالا:

لا غرو أن لحن الداعي لسيدنا ... وغص من دهشٍ بالريق والبهر

فمثل سيدنا حالت مهابته ... بين الأديب وبين القول بالحصر

وإن يكن خفض الأيام من دهش ... في موضع النصب لا من قلة البصر

فقد تفاءلت من هذا لسيدنا ... والفأل مأثوره عن سيد البشر

بأن أيامه خفض بلا نصبٍ ... وأن دولته صفو بلا كدر

فأمر له بثلمائة دينار وللنجيرمي بمائتين.

[وذكر صاحب اليتيمة]

وقد ذكرنا الإسناد إليه فيما سبق من الكتاب - أنه قدم

<<  <   >  >>