للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى جماعة كانوا على بابه من الشعراء أن يعمل في سرج ما يكتب عليه، فصنعوا وصنعت بديهاً:

فقت السروج فمسكي المسك رائحةً ... بغير شك كما عودي هو العود

تحتي البراق متى رمت اللحاق ومن ... فوقي خليفة هذا العصر محمود

قال: فاستحسنه وأجازني.

وأخبرني موفق الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر بن عبد الله البغدادي بحران

قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن جمل صاحب الجرمي لنفسه ارتجالاً:

وعروس خدر حين نبرزها ... تسطو كأن فؤادها لهب

خلع المزاج على معاطفها ... ثوباً كأن شعاعه الذهب

وأراد يجلوها فصاغ لها ... تاجاً ورصع تاجها الحبب

[وأخبرني موفق الدين أبو الحسن علي بن محمد البغدادي الساكن برأس العين]

قال: كنت في خدمة السلطان الملك الأشرف - أبقاه الله - بدمشق، فدخل عليه الرشيد عبد الرحمن النابلسي الشاعر الملقب مدلويه، وعلى عينه خرقة، فجرت بيني وبينه معاتبة، فقلت بديهاً:

إن أظلمت عين مدلويه فمن ... كثرة نقص العهود والذمم

يقسم ألا يخون صاحبه ... وهو يصر الفجور في القسم

لو خلق الشعر قيل مسترق ... واللص يمنى بكثرة التهم

أو شرب المسكرين في حلبٍ ... كرسمه بعض ليله لعمي

ولو يكون المجير بعد بها ... حيا لرمى بالعمى وبالصمم

قال علي بن ظافر: المسكران المشار إليهما. النبيذ والصفع، والمجير رجل من ندماء الملك الظاهر، كان كثير العبث بالمذكور في مجلس الملك الظاهر، وهو الذي عناه الأديب شرف الدين الحلي صاحبنا ببيتين من قوله، وكتب بهما إلى الرشيد المذكور إلى دمشق؛ أنشد فيهما الموفق عنه، وهما قوله:

قدم العزم يا رشيد وبادر ... فلقد آن من نواك الحضور

ما تبقى على قذالك نطع ... تاب سلطاننا ومات المجير

[وأخبرني الشهاب ابن أخت نجم الدين بن المجاور المقدم ذكره]

قال: حضر ابن عنين الشاعر الدمشقي وابن الرومي البسام عند خالي، فتذاكرت معه في تشبيه

<<  <   >  >>