للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لحية طولها ذراع، وأنف ... طول شبر، وقامة طول إصبع

ثم أرتج على؛ فمر بي الأديب فاضل بن راحبي الله المنبوز بمداد، فأنشدته إياه، فقال: أعمل له أولاً؟ فقلت: إن شئت؛ فقال:

ما رأينا ولا سمعنا بشخصٍ ... كأبي الخير في الخلائق أجمع

[ومن ذلك ما أخبرني الفقيه أبو محمد الخالق بن زيدان المسكي المقدم ذكره]

قال: أخبرني صاحبنا الأديب أبو الحسن علي ابن خروف القرطبي - المقدم ذكره في هذا الكتاب - قال: رأيت في المنام منشداً ينشدني:

إذا كنت في الدنيا حليف تكبرٍ ... فإنك في الأخرى أقل من الذر

قال: فانتبهت وقد حفظته، فأجزته بقولي:

تنزه عن الدنيا وكن متواضعاً ... عفيفاً ولا تسحب ذيولاً من الكبر

[ومنها إجازة بيت بأكثر من بيت]

فمن ذلك ما رواه أبو الفرج الأصبهاني في أخبار بشار بن برد، وهو ن المهدي أشرف يوماً من أعلى القصر، فرأى جارية من جواريه تغتسل، فحين رأته استترت منه فقال:

نظرت من القصر عيني ... نظراً وافق حيني

ثم ارتج عليه، فأمر بإحضار من يجيزه، فأحضر بشار، فأنشده البيت فقال:

سترت لما رأتني ... دونه بالراحتين

فضلت منه فضول ... تحت طي المكنتين

فقال المهدي: قبحك الله! أكنت ثالثنا؟ ثم قال: ثم ماذا؟ فقال:

فتمنيت وقلبي ... للهوى في زفرتين

أنني كنت عليه ... ساعةً أو ساعتين

فضحك المهدي، وأمر له بجائزة، فقال له: يا أمير المؤمنين! أقنعت في مثل هذه الصفة بساعة أو ساعتين؟ قال: فبم ويحك! قال: سنة أو سنتين! فضحك وقال: أخرج عني قبحك الله!

ومثله ما روى من أن الرشيد أنشد الأصمعي بيتاً وهو

ليتني عقدك أو يا ليتني ... تكة موشية من تككك

واستجاره فقال:

امنحيني الوصل يا سيدتي ... واطمعيني عسلاً من عككك

ما على قومك أو ما ضرهم ... لو وقفنا ساعة في سككك

<<  <   >  >>