للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكل شئ من فقده عوض ... وما لفقد الشباب من عوض

وليس في الدهر من شدائده ... أشد من فاقةٍ على مرض

[وذكر أحمد بن أبي طاهر قال]

ألقى بعض أصحابنا على فضل الشاعرة:

ومستفتح باب البلاء بنظرةٍ ... تزود منها قلبه حسرة الدهر

فقالت مسرعة:

فوالله ما ندري: أتدري بما جنت ... على قلبه أم أهلكته ولا تدري!

[وروى الفضل بن العباس الهاشمي عنها وعن بنان الشاعرة]

قالت: توكأ المتوكل على يدي ويد فضل وقال: أجيزا قول الشاعر:

تعلمت أسباب الرضا خوف سخطه ... وعلمه حبي له كيف يغضب

فقالت فضل:

يصد وأدنو بالمودة جاهداً ... ويبعد عني بالوصال وأقرب

فقلت أنا:

وعندي له العتبى على كل حالةٍ ... فما منه لي بد ولا عنه مذهب

[قال علي بن ظافر]

أنشدني أبو القاسم الصيرفي في قول عبد الله ابن السمط:

حار طرف تأملك ... ملك أنت أم ملك!

فقلت بديهاً:

بل تعاليت رتبةً ... فلك الأرض والفلك

[وأخبرني بهاء الدين بن الساعاتي المقدم ذكره]

قال: غنى مغنٍ في مجلس كنت به حاضراً:

يا بدر عذالي عليك كثيرة ... والمسعدون على هواك قليل

فأجزته بديهاً فقلت:

في الصبر عن هذا القوام ولينه ... قصر وفي شرح الصبابة طول

[وأخبرني الأديب أبو القاسم العداس المنبوز بالراوية]

قال: قصد الشيخ أبو الخير سلامة الأنباري الضرير النحوي تعجيزي بين يدي الشيخ العلامة أبي محمد بن بري، لسرٍ كان بيني وبينه، فقال لي: إن كنت شاعراً كما تزعم فأجز:

أدرجت في أثناء نسيانكم ... حتى كأني ألف الوصل

فقلت بديهاً:

وكنت عين الفعل في قربكم ... فصرت لام الجر في الفعل

[قال علي بن ظافر]

أنشدني بعض أصحابنا هذا البيت من شعر ابن منير، وسألني إجازته:

<<  <   >  >>