للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أدهم؛ من صفته كذا ومن صفته كذا؛ فقال المعتمد: صدقت، قد سمعنا تحتك صهيله، ثم قال المعتمد: قولوا في هذا شيئاً؛ فقال بعض الحاضرين:

وضرطةٍ كالجرس

فقال المعتمد:

أو كصهيل الفرس

فقال الشاعر: أفلتها صاحبنا فقال المعتمد:

عند انصرام الغلس

فقال الشاعر:

سمعتها من سبتةٍ

فقال المعتمد:

وأصلها من تنس

[وأخبرني الأديب أبو عبد الله محمد التوزورى]

قال: حدثني الشيخ الباغاني النحوي قال: تذاكرت مع الشيخ الزاهد اليشكري رضي الله عنه أمر أبي الهيثم الشاعر، فقال: اجتمعت به ليلةً، وكان نديمنا فيها فتى رامياً وضئ الوجه، فقلت له مستخبراً قريحته، وسالكاً به من التصنع غير مذهب: أجز ما أقول:

نشبت نشائب حب هذا الناشب

فقال:

بحشىً حشاه نار وجدٍ غالب

فقلت:

تصمى رمايته القلوب كأنما

فقال:

يرمى الورى عن قوس ذاك الحاجب

قال الشيخ أبو الفضل: فقلت: إنما تظهر القرائح في التشبيه، ونظرت إلى السماء، فإذا الجوزاء متوسطة، فقلت:

وكأنما الجوزاء في وسط السما

فقال:

در تنائر من قلادة كاعب

قال الشيخ أبو الفضل: ومررت به يوماً وهو مطرق يفكر، فقلت:

أراك تصنع شعرا

فقال:

نعم لحبي بدرا

فقلت:

قد حار وصفي فيه

فقال:

فتركي الوصف أخرى

فقلت:

هذا على أن شعرى

فقال:

من عاصف الريح أجرى

[وأخبرني العماد أبو حامد]

قال: روى السمعاني في تاريخه عن محمد بن علي بن أحمد بن جعفر بن الحسين البندنيجي أنه قال: سمعت والدي يقول: سمعت عم والدي أبا سعيد ن عقيل بن الحسين يقول: أتاني آت في المنام، فقال: هل لك أن تمصرع وأتمم، أو تتمم وأمصرع؟ فقلت: لا، بل أمصرع وتتمم. فقال لي: ياعيار، هربت من القافية، ولكن قل، فقلت:

هل عندكم رحمة يرجو عواطفها

فقال:

صب تشكت إلى الشكوى جوارحه

فقلت:

أغلقتم كل باب في مودته

فقال:

وفي يدى ظبيكم كانت مفاتحه

فقلت:

ما أمسكت قلبه إذ لم يطر جزعاً

فقال:

من فرط حر الجوي إلا جوانحه

ثم استيقظت.

[وأخبرني القاضي الأعز أبو الحسن علي بن المؤيد رحمه الله]

قال: أخبرني والدي، قال: كان الصالح طلائع بن رزيك الوزير لا يزال يحضر

<<  <   >  >>