للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقافية مثل السنان رزينةٍ ... تناولت من جو السماء نزولها

فقالت:

يراها الذي لا ينطق الشعر عنده ... ويعجز عن أمثالها أن يقولها

فقال: والله لا قلت بيت شعر ما دمت حية. قالت: أو أؤمنك؟ قال: فذاك، قالت: فأنت آمن أن أقول بيت شعر ما بقيت!

[وروى عقيل بن خالد عن ابن شهاب]

أن مروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير اجتمعا ذات يوم في حجرة عائشة - رضي الله تعالى عنها - والحجاب بينهما وبينها، يحدثانها ويسألانها، فجرى الحديث بين مروان وابن الزبير ساعةً وعائشة تسمع، فقال مروان:

فمن يشأ الرحمن يخفض بقدره ... وليس لمن لم يرفع الله رافع

فقال ابن الزبير:

ففوض إلى اله الأمور إذا اعترت ... وبالله لا بالأقربين أدافع

فقال مروان:

وداو ضمير القلب بالبر والتقى ... فلا يستوي قلبان: قاسٍ وخاشع

فقال ابن الزبير:

ولا يستوي عبدان، هذا مكذب ... عتل لأرحام العشيرة قاطع

فقال مروان:

وعبد يجافي جنبة عن فراشه ... يبيت يناجي ربه وهو خاشع

فقال ابن الزبير:

وللخير أهل يعرفون بهديهم ... إذا اجتمعت عند الخطوب المجامع

فقال مروان:

وللشر أهل يعرفون بشكلهم ... تشير إليهم بالفجور الأصابع

فسكت ابن الزبير ولم يجب، فقالت عائشة رضي الله عنها: يا عبد الله، مالك لم تجب صاحبك! فوالله ما سمعت تجادل رجلين تجادلاً في نحو ما تجادلتما فيه، أعجب إلى من تجادلكما؛ فقال ابن الزبير: إني خفت عوار القول فكففت، فقالت عائشة رضي الله عنها: أما إن لمروان إرثاً في الشعر ليس لك من قبل صفوان بن المحرث الكناني - وكانت أم مروان آمنة بنت علقمة بن صفوان.

[وروى أبو عبد الله الجماز]

قال: كنت أنا وأبو نواس جالسين عند باب عثمان، إذ مر بنا أحمد بن عبد الوهاب الثقفي - وهو غلام حسن - فقال له أبو نواس: قبلني قبلة، فقال: لا، حتى

<<  <   >  >>