للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نزلوا علينا بالفارس والراجل. وبيننا وبينهم العاصي وهو زائد زيادة عظيمة لا يمكنهم أن يجوزا إلينا ولا نقدر

نحن أن نجوز إليهم، فنزلوا على الجبل بخيامهم ونزل منهم قوم إلى البساتين وهي من جانبهم، هملوا خيلهم بالقصيل وناموا، فتجرد شباب من رجال شيزر وخلعوا ثيابهم وأخذوا سيوفهم وسبحوا إلى أولئك النيام فقتلوا بعضهم وتكاثروا على اصحبنا، فرموا نفوسهم إلى الماء وجازوا، وعسكر الفرنج قد ركب من الجبل مثل السيل، ومن جانبهم مسجد يعرف بمسجد أبي المجد بن سمية فيه رجل يقال له حسن الزاهد، وهو واقف على السطح يتوب في المسجد، يصلي وعليه ثياب سود صوف - ونحن نراه ومالنا إليه سبيل وقد جاء الأفرنج فنزلوا على باب المسجد وصعدوا إليه ونحن نقوللاحول ولا قوة إلى بلله! الساعة يقتلونه. فلا والله ما قطع صلاته ولازال من مكانه يصلي ولا نشك ان الله سبحانه أعماهم عنه وستره عن أبصارهم، فسبحان القادر الرحيم.

محسن يفك أسيراً

ومن ألطاف الله تعالى ان ملك الروم لما نزل على شيزر في سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة خرج من شيزر جماعة من الرجالة للقتال فاقتطعهم الروم فقتلوا بعضاً وأسروا بعضاً فكان في جملة من أسروا زاهد من بني كردوس من الصالحية من مولدي محمود بن

<<  <   >  >>