للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ ابْنُ عَبْدٍ الْبَرِّ قِيلَ لِلْأَوْزَاعِيِّ رَجُلٌ قَدَّمَ إلَى ضَيْفِهِ الْكَامِخَ وَالزَّيْتُونَ وَعِنْدَهُمْ اللَّحْمُ وَالْعَسَلُ وَالسَّمْنُ؟ فَقَالَ لَا يُؤْمِنُ هَذَا بِاَللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِر. قَالَ الشَّاعِرُ:

طَعَامِي طَعَامُ الضَّيْفِ وَالرَّحْلُ رَحْلُهُ ... وَلَمْ يُلْهِنِي عَنْهُ غَزَالٌ مُقَنَّعُ

أُحَدِّثُهُ إنَّ الْحَدِيثَ مِنْ الْقِرَى ... وَتَعْلَمُ نَفْسِي أَنَّهُ سَوْفَ يَهْجَعُ

وَقَالَ آخَرُ:

يَسْتَأْنِسُ الضَّيْفُ فِي أَبْيَاتِنَا أَبَدًا ... فَلَيْسَ يَعْلَمُ خَلْقٌ أَيُّنَا الضَّيْفُ

وَقَالَ حَسَّانُ:

يُغْشَوْنَ حَتَّى مَا تَهِرُّ كِلَابُهُمْ ... لَا يَسْأَلُونَ عَنْ السَّوَادِ الْمُقْبِلِ

وَقَدْ عَرَفَتْ كِلَابُهُمْ ثِيَابِي ... كَأَنِّي مِنْهُمْ وَنَسِيت أَهْلِي

وَقَالَ آخَرُ:

أُضَاحِكُ ضَيْفِي قَبْلَ إنْزَالِ رَحْلِهِ ... وَيُخْصِبُ عِنْدِي وَالْمَحَلُّ جَدِيبُ

وَمَا الْخِصْبُ لِلْأَضْيَافِ أَنْ يَكْثُرَ الْقِرَى ... وَلَكِنَّمَا وَجْهُ الْكَرِيمِ خَصِيبُ

وَقِيلَ:

ضَيْفُكَ قَابِلْهُ بِبِشْرِك وَلْيَكُنْ ... لَهُ مِنْك أَبْكَارُ الْحَدِيثِ وَعُونُهُ

وَقِيلَ:

تَرَاهُمْ خَشْيَةَ الْأَضْيَافِ خُرْسًا ... يُصَلُّونَ الصَّلَاةَ بِلَا أَذَانِ

وَقِيلَ:

ذَرِينِي فَإِنَّ الشُّحَّ يَا أُمَّ مَالِكٍ ... لِصَالِحِ أَخْلَاقِ الرِّجَالِ سَرُوقُ

ذَرِينِي وَحَظِّي فِي هَوَانِي إنَّنِي ... عَلَى الْحَسَبِ الْعَالِي الرَّفِيعِ شَفِيقُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>