للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَصْلٌ

وَيَعْتَبِرُ عَلَيْهِمْ الْمُحْتَسِبُ مَا يَغُشُّونَ بِهِ الْخُبْزَ، مِنْ الْجِلْبَانِ (١)، وَالْبَيْسَارِ (٢)، فَإِنَّهُمَا يُوَرِّدَانِ، وَجْهَ الْخُبْزِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَغُشُّهُ بِدَقِيقِ الْحِمَّصِ وَدَقِيقِ الْأَرُزِّ؛ لِأَنَّهُمَا يُثْقِلَانِهِ وَيُفَجِّجَانِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْجِنُ الْخَشْكَارَ (٣) أَوْ دَقِيقَ الشَّعِيرِ أَوْ الدَّقِيقِ الْمُزَوَّنِ (٤) ثُمَّ يُبْطِنُ بِهِ الْخُبْزَ الْخَاصَّ عِنْدَ نَفَاقِهِ وَجَمِيعُ ذَلِكَ لَا يَخْفَى عَلَى وَجْهِ الْخُبْزِ، وَفِي مَنْظَرِهِ، وَمُكَسَّرِهِ.

وَيَمْنَعُهُمْ [الْمُحْتَسِبُ] أَنْ يَضَعُوا فِيهِ [الْبُورَقُ (٥)، فَإِنَّهُ] مُضِرٌّ أَيْضًا، غَيْرَ أَنَّهُ يُحَسِّنُ، وَجْهَ الْخُبْزِ، وَلَا يَخْبِزُونَهُ حَتَّى يَخْتَمِرَ، فَإِنَّ الْفَطِيرَ (٦) ثَقِيلٌ فِي الْوَزْنِ وَالْمَعِدَةِ، وَكَذَلِكَ إذَا كَانَ قَلِيلَ الْمِلْحِ، فَيَمْنَعُهُمْ الْمُحْتَسِبُ مِنْ فِعْلِهِ، فَإِنَّهُمْ يَقْصِدُونَهُ لِأَجْلِ رَزَانَتِهِ فِي الْمِيزَانِ، وَيَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَنْشُرُوا عَلَى وَجْهِهِ الْأَبَازِيرِ (٧) الطَّيِّبَةِ الصَّالِحَةِ لَهُ، مِثْلَ الْكَمُّونِ الْأَبْيَضِ، وَالشُّونِيزِ (٨)، وَالسِّمْسِمِ [وَالْمَصْطَكَى] (٩)، وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَلَا يُخْرِجُونَ الْخُبْزَ مِنْ التَّنُّورِ حَتَّى يَنْضَجَ [حَقَّ] (١٠) نُضْجِهِ، مِنْ غَيْرِ احْتِرَاقٍ فِيهِ،

وَالْمَصْلَحَةُ [أَنْ يَجْعَلَ (١١)] عَلَى كُلِّ حَانُوتٍ، وَظِيفَةً يَخْبِزُونَهَا (١٢) كُلَّ يَوْمٍ، لِئَلَّا يَخْتَلَّ الْبَلَدُ عِنْدَ قِلَّةِ الْخُبْزِ

، وَيُلْزِمُهُمْ (١٣) ذَلِكَ إنْ امْتَنَعُوا مِنْهُ.


(١) الجلبان نوع من البقول، ينبسط نباته على الأرض، ونوره أحمر، وحبوبه مدوّرة، وهذه تؤكل إما نيئة أو مطبوخة، وهو من غذاء الفلاحين في زمن المؤلف فيما يبدو. انظر (ابن البيطار: المفردات، جـ ١، ص ١٦٤ - ١٦٥).
(٢) البيسار فول مطبوخ بالسمن واللبن. (Dozy: Supp. Dict. Ar.) .
(٣) الخشكار الدقيق الذي لم تنزع نخالته. (ابن البيطار: المفردات، جـ ٢، ص ٦١).
(٤) في س "المرور"، وما هنا من المخصص (جـ ١١، ص ٥٨)، والمقصود الدقيق الذي به زوان (انظر ما سبق، ص ٢١، حاشية ٣).
(٥) ما بين الحاصرتين وارد في ل، م فقط. والبورق ملح كان يستخرج من بحيرة وان بشمالي إيران، ويصدر للخبازين ويستعمل في تلميع الخبر. انظر (. Mez: Die Renaissance des Islams) الترجمة العربية (جـ ٢، ص ٢٦٥).
(٦) الفطير هو الخبر الذي لم يختمر تماما. (المخصص جـ ٥، ص ٦).
(٧) الأبازير جمع الجمع ليزر وأبزار، وهي التوابل. (القاموس المحيط).
(٨) الشونيز نبات صغير ارتفاعه نحو شبرين، وحبوبه هي المعروفة بالحبة السوداء وحبة البركة. انظر (أحمد عيسي: معجم النبات، ص ١٢٥؛ ابن البيطار: المفردات جـ ٣، ص ٧٢ - ٧٣).
(٩) ما بين الحاصرتين وارد في ص، م فقط. والمصطکي شجرة تنبت في جزيرة خيوس (Chio) ، في بحر الأرخبيل اليوناني، وتصدر ثمرتها إلى الشرق والغرب، لاستخدامها في علاج بعض الأمراض وترکيب بعض المعاجين، وهي كاللبان إذا مضغت. انظر (ابن البيطار: المفردات، جـ ٤، ص ١٥٨ - ١٥٩، وكذلك Heyd: Histoire du Commerce du Levant II. pp. ٦٣٣ - ٦٣٥)
(١٠) ما بين الحاصرتين من ص، م، هـ.
(١١) ما بين الحاصرتين وارد في ل، هـ فقط.
(١٢) عبارة س "وظيفه ريثما يخبرونه"، وما هنا من م، هـ.
(١٣) في س "ولا يلزمهم"، وما هنا من ص، م.

<<  <  ج: ص:  >  >>