للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمِنْهُمْ مَنْ يَغُشُّهُ بِالنَّشَا الْمَسْحُوقِ، وَمَعْرِفَةُ غِشِّهِ أَنَّهُ إذَا وُضِعَ عَلَى النَّارِ فِي إنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ فَإِنَّهُ يَنْعَقِدُ وَيَتَدَبَّقُ (١). وَمِنْهُمْ مَنْ يَغُشُّهُ بِالْخَلُوقِ (٢)، وَمَعْرِفَةُ غِشِّهِ أَنَّهُ إذَا وُضِعَ فِي الْخَلِّ وَالْخَرْدَلِ احْمَرَّ لَوْنُهُ وَصُبِغَ. وَقَدْ يَسْتَحِلُّ قَوْمٌ مِنْهُمْ أَنْ يُقِيمَ قِرْطَاسًا فِي وَسَطِ الْبَرْنِيَّةِ (٣)، وَيَمْلَأَ جَانِبَهَا الْوَاحِدَ خَلُوقًا، وَالْجَانِبَ الْآخَرَ زَعْفَرَانًا مَسْحُوقًا، ثُمَّ يَدْفَعُ إلَى كُلٍّ بِمِقْدَارِ (٤) مَعْرِفَتِهِ.

فَصْلٌ :

وَأَمَّا الْغَالِيَةُ (٥)، فَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ أَصْلَهَا مِنْ الْقَطْرَانِ الْمُدَبَّرِ (٦)، ثُمَّ يَجْعَلُ عَلَى كُلِّ دِرْهَمَيْنِ (٧) مِنْهُ دِرْهَمَ مِسْكٍ جَيِّدٍ، وَدِرْهَمَ عُودٍ مَسْحُوقٍ، وَدِرْهَمَ سَكٍّ لادن (٨) مَسْبُوكٍ عَلَى النَّارِ، [وَيُضَيِّفُ إلَيْهِ] (٩) نِصْفَ مِثْقَالِ عَنْبَرٍ، وَيَخْلِطُ الْجَمِيعَ فِي أَرْبَعَةِ مَثَاقِيلَ دُهْنِ بَانٍ (١٠)، فَيَجِيءُ غَالِيَةٌ (١١) لَا تَكَادُ تُعْرَفُ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْمَلُ جَسَدَهَا مِنْ نُخَالَةِ الرُّخَامِ الرَّخْوِ والشادوران الْمُدَبَّرِ، وَيَجْعَلُ عَلَى كُلِّ دِرْهَمَيْنِ مِنْهُ مَا قَدْ ذَكَرْنَا مِنْ الطِّيبِ. [وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْمَلُ جَسَدَهَا مِنْ الْفُسْتُقِ، وَيَجْعَلُ عَلَيْهَا لِلْوَاحِدِ (١٢) وَاحِدًا]. وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ جَسَدَهَا مِنْ السِّمْسِمِ الْحَدِيثِ الْمُقَشَّرِ


(١) المعنى المقصود هنا أن الزعفران يصير لزجا. (انظر لسان العرب).
(٢) الخلوق ضرب من الطيب يضاف إلى الزعفران لغشه، كما بالمتن. (النويري نهاية الأرب، جـ ١١، ص ١٣٩؛ وكذلك، Dozy. Supp. Dict. Ar) .
(٣) البرنية إناء من الخزف. (الصعيدي: الإفصاح، ص ١٨٨).
(٤) في س "مقدار"، وما هنا من ل.
(٥) الغالية مسك وعنبر معجونان بالبان، ويقال إن الذي سماها غالية هو معاوية بن أبي سفيان، وذلك أنه شمَّها من عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فاستطابها، فسأله عنها فوصفها له، فقال هذه غالية.
(المخصص، جـ ١١، ص ٢٠١).
(٦) تقدم هذا اللفظ في ص ٢٠، ٣٦، ٥١ من غير تعريف، وهو حسبما ورد في (Dozy. Supp. Dict. Ar) الماء المغليّ معه بعض المواد الطبية ليكون شرابا للمريض، وربما كان المقصود هنا القطران المذاب في ماء مغلي.
(٧) هذه المقادير وغيرها من مقادير الأوزان في هذا الباب واردة أرقاما مجردة في س، وما هنا من هـ.
(٨) اللادن مادة لزجة تستخرج من شجر يكثر في أواسط أوربا وغرب آسيا والشام، وكان سلعة تجارية هامة في العصور الوسطى، لاستعماله في تركيب المراهم وربط أكفان الموتي. (٦٣١ Heyd: op. Cit. II. p.) .
(٩) الإضافة من ل فقط.
(١٠) البان شجر ثمرته تشبه قرون اللوبيا، وإذا نضج خشبه يستخرج منه دهن البان الذي يستعمل في الطيب والأدوية؛ وكان ينمو في مصر وبلاد المغرب والحبشة. (ابن البيطار: المفردات، جـ ١، ص ٧٩).
(١١) في س "غاية"، ومن هنا من هـ، م.
(١٢) ما بين الحاصرتين وارد في ل، هـ فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>