للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِلظَّرْفِيَّةِ لَا تَتَجَرَّدُ عَنْهَا بِخِلَافِ " إذَا " فِي قَوْلِهِ:

وَإِذَا تُصِبْك خَصَاصَةٌ فَتَجَمَّلْ

وَالْعَجَبُ أَنَّهُمْ جَعَلُوا " إذَا " مُتَمَحِّضًا لِلشَّرْطِ بِوَاسِطَةِ وُقُوعِهِ فِي بَيْتٍ شَاذٍّ جَازِمًا لِلْمُضَارِعِ مُسْتَعْمَلًا فِيمَا عَلَى خَطَرِ الْوُجُودِ، وَلَمْ يَجْعَلُوا " مَتَى " مُتَمَحِّضًا لِلشَّرْطِ مَعَ دَوَامِ ذَلِكَ فِيهِ. وَحَقُّهُ فِي اللُّغَةِ التَّكْرَارُ، وَاصْطَلَحَ أَكْثَرُ الْفُقَهَاءِ عَلَى أَنَّهَا لِلْمَرَّةِ الْوَاحِدَةِ، كَقَوْلِك: إذَا فَعَلَتْ. قَالَهُ فِي الْقَوَاطِعِ ". قَالَ: وَمَذْهَبُ عَامَّةِ الْفُقَهَاءِ أَنَّهُ إذَا قَالَ لِامْرَأَتِهِ: إنْ فَعَلْت كَذَا فَأَنْتِ طَالِقٌ أَنَّهُ عَلَى مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ، وَكَذَا إذَا فَعَلَتْ. بِخِلَافِ " كُلَّمَا " فَإِنَّهَا لِلتَّكْرَارِ. قَالَ الرَّافِعِيُّ فِي كِتَابِ الْأَيْمَانِ: لَوْ قَالَ: مَتَى خَرَجْت، أَوْ مَتَى مَا، أَوْ مَهْمَا، كَكُلَّمَا، فِي اقْتِضَاءِ التَّكْرَارِ، وَهُوَ خِلَافُ قَضِيَّتِهِ فِي الْأُمِّ ". انْتَهَى. وَحَكَى أَبُو الْبَقَاءِ عَنْ ابْنِ جِنِّي أَنَّ " مَهْمَا " لِلتَّكْرَارِ بِخِلَافِ " مَتَى ".

[مِنْ أَدَوَات الْمَعَانِي إلَّا]

إلَّا: لِلِاسْتِثْنَاءِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَيَأْتِي بِمَعْنَى " سِوَى " وَذَلِكَ فِي اسْتِثْنَاءٍ زَائِدٍ مِنْ نَاقِصٍ: قَالَ تَعَالَى {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [هود: ١٠٧] يَعْنِي سِوَى مَا شَاءَ رَبُّك مِنْ زِيَادَةِ الْمُضَاعَفَةِ لَا إلَى نِهَايَةٍ، فَعَلَى هَذَا لَوْ قَالَ لِفُلَانٍ عَلَيَّ أَلْفٌ إلَّا أَلْفَيْنِ، فَقَدْ أَقَرَّ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>